قائمة المقالات الصفحة الرئيسية

  فقاعات بلا عدد، تتصاعد من مقاهي وسط البلد، أراجيل كثيرة وأفكار كثيرة، تتصور من نفوس مريرة، أصحابها مستريحين بين جماعة الأخيلة.

الكل يتمتع بصوت البقبقة، والنكهة المحببة، سحابة الدخان كغيمه كثيفة، تخيم فوق وجوهٍ كئيبة، تمطر قطرانا وسرطانا وتصلب شرايينا .

الكل يستمتع بطعم المعسل وهم لا يعرفون أنه المرض المعضّل، رائحة التفاح بأربعة آلاف مادة سامة!!!  أيام وسنون تمضي يأكلها جراد الزمان.

 ناطحات السحاب تتعالى في دول لا تعرف أراجيلا بل رجالا يكسبون ذهب الزمان. طائرات تنفث الأوكسجين لسداد ثقب الأوزون، ومقاهي تطيّر ثاني أوكسيد الكربون لزوال طبقة الأوزون.

الكل يلومون أمريكا لإلقائها القنبلة الذرية على هيروشيما، لكن ما من أحد يفكر بملايين القتلى عبر الزجاجة السحرية!!! ربع مليون ماتوا في اليابان وأربعة ملايين يموتون بالدخان سنوياً !!!

وجوه كالحة تفرح بصعود فقاعات قاتلة، زجاجات ساحرة تنفث غازات خانقة، تخلب العقول السارحة، أصوات السعال تتعالى، تعجز شركات الأدوية الألمانية عن قشعها، قذائف البلغم تتراشق، كأصوات قنابل عنقودية، المارة الفاهمون يهربون، يشمئزون ويقشعرون.. أما هم فمستغرقون يستمتعون لا يتساءلون: هل نحن نلعب بفقاعات الأرجيلة؟ الأطفال يمرحون بنفخ فقاعات الصابون، فرحة بريئة برؤية فقاعات جديدة، لكن المؤرجلين لا يعلمون أنهم لعبة بيد الشيطان، يمصون رحيق الانتحار البطيء عبر خرطوم الأفعى لذلك الذي اسمه قتالاً للناس.

لماذا تعيش في دخان؟؟ ألا تعلم هناك دخان آخر؟ دخان العذاب الأبدي في جهنم، يوجد الآن من يحبك ويريد أن يخلصك من هذا الإدمان، ويعطرك برائحة محبته الذكية ويضفي عليك فرحة بهيّة، أنه يسوع المسيح الذي مات لأجلك، تعال إليه، إنه يحررك من كل إدمان، فتعيش معه في كل أمان وسلام.