قائمة المقالات الصفحة الرئيسية

 الحرباء : نوع من الزواحف وتمتاز بقدرتها على تغيير لونها طبقاً للون الأشياء التي حولها  أو تبعاً لمزاجها. وتعيش الحرباء على الأشجار وأقدامها تصلح للاستخدام كالأيدي ، ذيلها الطويل يصلح للقبض ، حتى أنها تقدر أن تتعلق بالأغصان ، وتقتات على الحشرات التي تقتنصها بواسطة لسانها الطويل المغطى في طرفه بمادة لزجة . والحرباء تستفيد من تغيير لونها عندما تأتيها المخاطر، أو عندما تريد اقتناص فريستها ، إذاً فالحرباء تستخدم أسلوب التمويه أو التقلب. يصف الناس الشخص الذي يستخدم ألفاظ بذيئة بأن لسانه طويل، والذي يموّه عن خطاياه الدفينة بتغير الخارج بأنه كالحرباء. إن اليهود وبالأخص رجال الدين الذين تكلموا على المسيح بكلمات شريرة وعيّروه وشتموه بكلمات صعبة وبصقوا عليه واستهزأوا به يمثلون هذه الفئة من الناس، وكما إن الحرباء متخصصة في التمويه والتقلب ، هكذا كان رجال الدين اليهود وخاصة في يوم صلب المسيح،  فقد كان في داخلهم الخبث والمكر والفساد الأخلاقي ولكن ما أسرع تلونهم بثياب التدين، وما أسرع تظاهرهم بطهارة القلب، فقد ارتدوا ثياب الكهنة البيضاء حتى يُصلّون في الهيكل، يقول الكتاب المقدس إنهم لم يدخلوا إلى دار الحاكم [ الوالي الروماني ] لئلا يتنجسوا فيأكلون الفصح !!! على اعتبار إن الحاكم الروماني نجس وهم أطهار، لكن بعد قليل تلونوا لمصلحتهم بثياب الولاء للحكومة !! فقالوا ليس لنا ملك إلا قيصر!! وفي باطنهم كره للرومان المحتلين.

يقول الرب يسوع: "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح. والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشّر. فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه" ( لوقا45:6).

فإذا أردتُ تطهير لساني يجب أن يتطهر قلبي أولاً، ومن يُطهّر القلب الرديء ؟؟ لا يوجد شيء يطهر القلب إلا الدم "لأن الدم يكفّر عن النفس" وهذا الدم هو دم كريم وثمين، دم يقدس  دم ينقي القلب، دم سُفك من شخص طاهر وقدوس، نعم دم المسيح الفادي الذي سفك على الصليب وبه ننال غفران الخطايا . "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" فكل من يؤمن بالمسيح الفادي يصبح خليقة جديدة فيتنظف القلب وبالتبعية يتنظف اللسان.

 كان هناك شخصا متديناً وغيوراً لديانته، وكانت أقواله وأعماله إرهابية، حتى قيل عنه أنه مجدفاً وينفث تهدداً وقتلاً لكن معجزة غيرت حياته بالكامل، لقد التقى شاول مع مغيرّ القلوب الرب يسوع المسيح ( أعمال الرسل 9) فأصبح خليقة جديدة في المسيح.

 تعال للمسيح فيعطيك قلباً جديداً، وروحاً جديدةً، ولساناً جديداً، بل تصبح خلقية جديدة، فهذه هي أعظم معجزة يصنعها المسيح في حياتك.

"صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم انا" ( 1 تيموثاوس15:1)