قائمة المقالات الصفحة الرئيسية

 

 وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف .. لوقا 35:2

هذه كلمات النبوّة التي تكلم بها سمعان الشيخ لمريم أم يسوع عندما كان يسوع طفلاً . إن هذه النبوة تتحدث عن الآلام التي اجتازت في عواطف ومشاعر المطوبة مريم عند الصليب ، لقد كان الصليب رمزاً للعار وكان أهل المصلوب وأصدقاءه لا يحضرون إلى مكان الصلب لئلا يعيرهم الناس ولئلا يسمعون تعيرات وتجديف الناس للمصلوب نفسه ، هذا ما تم فعلاً عن المسيح عندما هرب جميع تلاميذه "مرقس 50:14 " إلا أن المطوّبة مريم جاءت إلى الصليب لترى يسوع المصلوب ذلك الشخص الذي كان طفلاً وقد حملته على يديها وكان في أحضانها يوماً واعتنت به وهو الآن مسمراً على الصليب .

  • كيف كانت مشاعرها عندما رأت يسوع يتألم من ثقب يديه بمسامير ، تلك الأيدي الحنونة التي لمست وشفت كثيرين.

  • كيف كانت عواطفها عندما رأت يسوع الملك يتألم من إكليل الشوك بدلاً من تاج الذهب.

  • كيف كانت مشاعرها عندما رأت يسوع متألماً من رجال الدين يستهزئون به قائلين أنزل عن الصليب.

  • كيف كانت تتألم في أعماقها عندما رأت يسوع يتألم من الجنود الذين سخروا به

  • كيف كانت مشاعرها وهي تنظر القدوس يسوع يتألم من لصين مصلوبين معه يعيرانه.

  • كيف كانت مشاعرها وهي تنظر يسوع يتألم وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا.

  • كيف كانت مشاعرها عندما رأت يسوع يتألم ويصرخ إلهي إلهي لماذا تركتني.

  • كيف كانت مشاعرها عندما رأت يسوع الذي لم يعرف خطية أصبح ذبيحة خطية لأجلنا.

  • كيف كانت مشاعرها عندما رأت يسوع يطعن بحربة ومن جنبه خرج دم وماء.

 لقد أجتاز سيف الألم قلب المطوّبة مريم على الأمور التي أصابت يسوع وإن موقفها هذا ( أعلن أفكار قلوب كثيرة ) " لوقا 35:2 "  فإما أن يكون قلب الإنسان غليظ كقلب الجنود الرومان ويكون بذلك جاهلاً في الأمور الروحية أو يكون كقلب رؤساء الكهنة الذين أظهروا الرياء وبذلك يكون كالمرائين الذين لهم صورة التقوى ( التدين ) إلا أنهم ينكرون قوتها أو يكون كقلب أحد المصلوبين الذي كان مستهيناً بخلاصه وبذلك يكون غبياً لا يعرف مصيره الأبدي . أو يكون كقلب اللص الذي تاب للمسيح وبذلك يكون كالشخص المتشوق لخلاص نفسه.   

قف وفكر .. أي من هؤلاء تريد أن تكون ؟

وأخيراً هل تقف مع المطوّبة مريم لكي تتأمل في يسوع المصلوب ولكي تكون عواطفك ومشاعرك ملتهبة في قلبك كقلب مريم وتعرف كم تألم الرب يسوع لأجلك ولأجلي ؟ هل تعلم أن هناك آلام كفارية تحملها يسوع في ثلاث ساعات الظلمة على الصليب كان فيها يحمل عقاب خطايانا لا نستطيع أن ندركها في عقولنا البشرية.  يا رب ألهب قلوبنا وعواطفنا لكي نعرف كم تألمت لأجلنا على عود الصليب