قائمة المقالات الصفحة الرئيسية

 

هذه قصة حياتي، انقلها لكم عبر قلم أحد الكتّاب، وإن لم تصدقوني فارجعوا إلى كامل القصة في الأرشيف. ربما لم تسمعوا عني من قبل ومع ذلك لن اذكر اسمي الآن، لأني معروف للكثيرين. نشأت في عائلة متدينة في مدينة تركية، وفي حداثتي دخلت المدرسة، ثم درست الفلسفة والتاريخ، وبعد تخرجي ذهبت إلى القدس لكي أكمل تعلمي وأدرس الشريعة وأصول دين الحق، وقد اهتم بي أحد الأساتذة العظماء من شيوخ الشريعة، وتمسكت بالمذهب الأكثر تشدداً في ديانتنا وحفظت الإيمان وتمسكت بعقيدتي وتقدمت في الديانة على الكثيرين من أبناء جيلي، وكنت أكثر غيرة على حفظ تقاليد دين آبائي… وحدث في ذلك الوقت أن أناس من قوميّتي ارتدوا عن دين الله، واصبحوا في نظري ونظر الكثيرين كفاراً، لذلك قررت أن أجاهد في سبيل الله ضد الكفار المشركين، الذين بدأوا ينتشرون، وقد عملت على تنفيذ خطتي لإبادتهم في أورشليم أولاً، فكنت أهددهم في القتل أو أحرمهم من ممتلكاتهم وقد بلغ حقدي عليهم درجة جعلتني أطردهم من بيوتهم خارج البلاد وكلما اكتشفت كافراً كنت أمسك به وأقوده إلى مجلس الحكم الديني، ولأني درست الفلسفة وأصول الدين، كنت قادراً أن أحرج كل شخص في جوابه عن إيمانه الجديد، وفي نهاية المحاكمة يرتبك ولا يعرف كيف يجيب أو يدافع عن إيمانه وبذلك تثبت عليه تهمة التجديف على الله وعلى رسوله وانه أشرك بالله الواحد ولأنه أراد أن يطوح الناس عن دين الحق وبحسب شريعتنا يجب أن يرجم بالحجارة. فكنا نجرّه خارج المدينة، وقلوبنا مملوءة غضباً ونصّر بأسناننا عليه توعداً، ونحن نصيح صياحاً عظيماً، ونلتف حوله بشكل دائرة، وفي أيدينا الحجارة  وكنا نخلع ثيابنا البيضاء لكي لا تتلطخ بالدم عندما نرجمه، فكان يموت أبشع ميتةً، وكلما أقتل واحداً، كنت أظن أني أقوم بخدمة لله وللدين، وأفعل ذلك بضمير مستريح وبحسب فكري أن ذلك يؤدى إلى زوال خطر الدين وبقاء الحق المبين.

أما أصحاب العقيدة الجديدة كانوا يخافوني جداً، لأن اسمي انتشر في كل مكان وكثيرون منهم هربوا وهاجروا إلى دول أخرى..

ويوما ما جاءتني أخبارية أن هناك عدداً من الكفار في دمشق، فأخذت هذه المرة معي عدد من الجنود بتفويض وفتاوى من رجال الدين المتشددين، وذهبت لكي أمسك الرجال والنساء وأزجهم في السجون لأني أكره الاسم الذي يؤمنون به أولئك الفاسدين… وفي طريقي إلى الشام وقبل أن أصل إلى دمشق وكان الوقت ظهراً حدث معي أمر عجيب، نور باهر أفضل من لمعان الشمس، أبرق حولي وحول الذين معي، ومن شدته سقطنا على وجوهنا أرضاً فارتعدت وتحيرت، وسمعت صوتاً من السماء ينادني باسمي مرتين ويكلمني أنا وحدي بلهجتي دون أن يفهم الجنود شيئاً… وبعد ذلك اللقاء الذي لن أنساه مدى عمري تغيرت حياتي، وعرفت أني كنت مجدفاً على الله ومضطهداً ومهينا لله، كنت إرهابياً بسبب جهالتي وعدم معرفتي من هو الله؟ لكن الله بنعمته الكبيرة افتقدني ورحمني وأظهر لي كل لطف ومحبة رغم إني أشقى الخطاة ولا أستحق في ذاتي شيئاً.

اقرأ قصتي في الإنجيل، وستجد الفارق المبين بين مدى التعصب للدين ومحبة الرب لخلاص المفترين، لأن مهما كانت حالتك، فالذي نوّر حياتي و جعلني خليقة جديدة، قادر أن يفعل الشيء عينه معك أكثر جدا مما تطلب أو تفتكر، لقائي الأول تقرأ عنه في سفر أعمال الرسل أصحاح 9 وأرجو أن تسمع شهادتي أمام رجال الدين اليهود في ( أعمال 22) ولا تنسى أن تسمع دفاعي عن إيماني وشهادتي عن إلهي ومخلصي أمام كبار القادة الرومان في ( أعمال 26)

لتكن صلاتك لله أولاً "من أنت يا سيد؟" وثانياً " يا رب ماذا تريد أن أفعل؟"