دراسات نادي بريد الكشافة
الدرس الثالث
 

صديقي العزيز:

عندما خلق الله العالم ، خلق كل شئ جميلاً. وكان الإنسان الأول سعيداً جدّاً. ولكن الآن توجد أشياء كثيرة غير جميلة ، وعادة يكون الناس غير سعداء . يوجد كذب وسرقة وكراهية وحروب في العالم اليوم. كذلك يوجد مرض وحزن وموت….ما الذي حدث ؟.. هناك عدو جلب الخطية إلى العالم ، والخطية أفسدت عالم الله الجميل. من هو هذا العدو الذي جلب الخطية إلى العالم ؟ هو الشيطان ، ويدعى أيضاً إبليس ، وهو يكره الله ويكرهنا نحن أيضاً.

من أين جاء الشيطان؟

يعلمنا الكتاب المقدس أن الشيطان كان – في وقت ما – ملاكاً جميلاً يُدعى لوسيفر (زهرة بنت الصبح) .

كان لوسيفر أحكم وأجمل وأقوى ملاك في الملائكة الذين خلقهم الله . وواضح أن لوسيفر كان أعلى من كل الملائكة.

ويبدو أنه قد مضت فترة زمنية بعد أن خلق الله لوسيفر، كان لوسيفر فيها يحب الله ويطيعه طاعة كاملة . ولكن جاء وقت تمرد لوسيفر فيه ، وأخطأ ضد الله.

( قرر لوسيفر أن يكون إلهـاً )

رأى لوسيفر أنه لا يوجد أحد أجمل منه، ولا أحكم منه ، ولا أقوى منه ، ولا أعظم منه . لذلك قرر أنه يجب أن يكون إلها. فتمرد لوسيفر على خالقه وقال في قلبه : " سأصعد إلى أعالي السماء ، وأرفع فوق كواكب الله عرشي " (اشعياء 13:14) .

تغيُّر قلب لوسيفر

حدث تغير كبير في قلب لوسيفر عندما أخطأ ، فقبل ذلك الوقت كان لوسيفر يحب الله ويطيعه ، أما الآن فقد أصبح يحب نفسه ، ويريد لنفسه طريقاً خاصاً.

عندما تمرد لوسيفر على الله ، تغير اسمه إلى " الشيطان " . كان الشيطان أول ملاك يتمرد على الله ، ولكن ملائكة آخرين كثيرين تبعوا " الشيطان " في تمرده . هؤلاء الملائكة أطلق عليها اسم " ملائكة ساقطة " أو " أبالسة ". أما الملائكة الذيــن ظلوا في طاعة اللــه بالحق فيطلـق عليهم " ملائكة قديسون ".

طُرد الشيطان وملائكته الساقطون من السماء ، إلا أنهم كونوا مملكة شريرة لمحاربة الله ومملكته. ومنذ ذلك الوقت صار هناك مملكتان في الكون ، مملكة الله ومملكة الشيطان.

أغوى الشيطان حواء

لأن الشيطان يكره الله ، أراد أن يجعل آدم وحواء يعصيان الله ، وأراد أن يجعلهما يتمردان على الله مثلما فعل هو.

ولكن كيف جعل الشيطان آدم وحواء يعصيان الله ، خالقهما المحب ؟ فعل ذلك بأن أغواهما.

أن تغوي شخصاً ، هذا يعني أن تضلله وتخدعه بالكذب عليه. الشيطان يجعل الناس يخطئون بإغوائهم . يكذب عليهم ويخدعهم حتى يعصوا الله ، ويفعلوا الأشياء الخاطئة . هذا ما فعله الشيطان في جنة عدن.

جاء الشيطان إلى حواء في شكل حية وقال لها : " أحقاً قال الله : لا تأكلا من جميع شجر الجنة ؟ ".

قالت حواء : " أخبرنا الله ألا نأكل من ثمر شجرة معرفة الخير والشر، وقال لنا إذا أكلنا منه فسوف نموت ".

حينئذ كذب الشيطان على حواء ليخدعها وقال : " لا ، لن تموتا. ولكن الله يعرف أنكما يوم تأكلان من ثمر تلك الشجرة ، تنفتح أعينكما وتصيران مثل الله".

كان على حواء ألا تصدق كذب الشيطان ، ولكنها صدقته. أخذت حواء من ثمر الشجرة وأكلت ، وأعطت من الثمرة لزوجها آدم فأكل أيضاً. كان يجب على آدم ألا يفعل هذا ، فقد كان يعرف أن الله أخبره ألا يأكل من هذه الثمار. ولكن آدم اختار أن يعصى الله.

والآن أخطأ آدم وحواء في قلبيهما وصارا خاطئين. وعندما جاء الله ليتمشى في الجنة عند المساء ويتحدث معهما، اختبأ آدم وحواء منه ، وخافا لأنهما قد عرفا أنهما قد فعلا شيئاً خاطئاً.

الخطية شئ مرعب ! ولأن آدم وحواء قد أخطآ ، اضطرا لمغادرة جنة عدن الجميلة ، ولم يعودا يستطيعان العيش مع الله . ولكن الله لم يزل يحبهما ، ولذا وعدهما بأنه سيرسل إليهما مخلصاً في يوم ما . وفي درسنا القادم سنعلم من هو هذا المخلص الذي وعد الله به.

 

الشيطان أكبر مخادع :

كان يوم خروج آدم وحواء من الجنة، يوم حزن شديد . كان آدم وحواء حزينين، وكان الله أيضاً حزيناً . شخص واحد فقط كان سعيداً ، وهذا الشخص هو الشيطان . كان الشيطان سعيداً لأنه جعل آدم وحواء يعصيان الله. لقد عصيا الله لأن الشيطان أغوى حواء .

ومنذ ذلك الوقت ، والشيطان يخدع الناس دائماً بأكاذيبه . ويغويهم بخدعه ويجعلهم يصدقون أن الكتاب المقدس ليس كلام الله حقاً ، ويجعلهم يظنون أنهم لن يعاقبوا على خطاياهم .

والشيطان يخدع الناس كذلك ويجعلهم يعتقدون أنهم يمكنهم أن ينالوا الخلاص بطريق آخر غير الإيمان بيسوع مخلصاً شخصياً لهم . ولكن يسوع أوضح أنه ليس هناك طريق آخر للخلاص. قال يسوع : " أنا هو الطريق والحق والحياة ، لا يجئ أحد إلى الآب إلا بي"( يوحنا 6:14  )

يخدع الشيطان الأطفال والشباب الناشئ، بتشجيعهم على التمرد على ذويهم ومعلميهم . لقد تمرد الشيطان على الله ، ويود أن يرى الصغار يتمردون على أهلهم ومعلميهم، ويعصونهم . ويغوي الشيطان الشباب الصغار بتعاطي المخدرات ، واحتساء الخمر . إن أي شئ تتناوله مما يضر جسمك ، يعد خطية . ولكن الشيطان يخدع الشباب الصغار بالاعتقاد الخاطئ بأن هذه الأشياء تساعدهم على الاستمتاع بحياتهم .

إن الشيطان يريد أن يخدعك لكي يتمكن من أن يهلكك . والكتاب المقدس يحذرنا بأن الشيطان " يجول كالأسد الزائر باحثاً عن فريسة له " ( 1 بطرس 8:5  ) .

فكيف ننجو من خداع الشيطان ؟ يمكننا أن ننجو من خداع الشيطان بمعرفة ماذا يقول الله في الكتاب المقدس . قال يسوع : " تعرفون الحق ، والحق يحرركم" ( يوحنا 32:8 ).

الشيطان عدو مهزوم :

في الدرسين القادمين سوف نعرف كيف هزم الرب يسوع الشيطان.  لقد دُفع ليسوع كل قوة وسلطان في السماء وعلى الأرض . فإذا كنا قد قبلنا يسوع مخلِّصاً شخصياً، فليس لنا أن نخاف من الشيطان. يقول الكتاب المقدس : " لأن الله ( الرب يسوع ) الذي فيكم أقوى من إبليس الذي في العالم " (1 يوحنا 4:4 ) .

وقد تتساءل " ماذا سيحدث للشيطان ؟ " الكتاب المقدس يقول إنه في يوم من الأيام سيطرح الشيطان وكل أتباعه في " بحيرة النار " ، هذا المكان المرعب لم يعد من أجلنا . وإنما قد أُعِد للشيطان وملائكته .

سوف يُطرح الشيطان وكل الذين  يتبعونه في بحيرة النار، حيث يتم عقابهم الأبدي . يقول الكتاب المقدس : " وألقي إبليس ( الشيطان ) الذي ضللهم في بحيرة النار ليتعذبوا كلهم نهاراً وليلاً إلى أبد الدهور" ( رؤيا 10:20) .