دراسات نادي بريد الكشافة
الدرس الرابع
 

 

صديقي العزيز:

لقد رأينا في درسنا الأخير كيف عصى آدم وحواء الله ، ولذلك كان عليهما أن يتركا جنة عدن الجميلة. لكن الله كان لا يزال يحب آدم وحواء ، وقد وعدهما أنه في يومٍ ما سوف يرسل مخلصاً.

من هو المخلِّص المنتظر ؟ إنه الرب يسوع . يقول الكتاب المقدس : " تسميه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم " (متى 21:1).

قبل مجيء يسوع ، أخبر الله شعبه بأن يحضروا حملاناً ويقدموها كذبائح عن خطاياهم ، فكان على كل شخص أن يقدم حملاً عن خطاياه الشخصية ، وكان هذا الحمل يموت عن خطايا ذلك الشخص .

ماذا كان الله يعلمهم بذلك ؟ لقد كان يعلمهم أن كائناً ما لابد أن يموت لأجل الخطية. يقول الكتاب المقدس: " لأن أجرة الخطيئة هي الموت..." (رومية 23:6)

 كان على كل شخص أن يقدم حملاً كذبيحة عن خطاياه الشخصية

كان الله يعلمهم أيضاً أنه في يومٍ ما سوف يأتي ابنه يسوع لكي يكون مخلصاً لنا، وأنه سيموت على الصليب لأجل خطايا العالم كله.

يسوع هو المخلص المنتظر:

على مدى مئات من السنين كان شعب الله يقدم الحملان عن خطاياهم كما أخبرهم الله بأن يفعلوا. لقد علموا أن كائناً ما كان يجب أن يموت لأجل خطاياهم. لقد كانوا سعداء لأن الله قد سمح بأن تكون الحملان هي الذبائح التي تُقدَّم عن خطاياهم. ولكنهم طوال الوقت كانوا يراقبون وينتظرون المخلص الذي وعدهم به الله.

وفي أحد الأيام ظهر ملاك لفتاة طاهرة تدعي مريم ، وأخبرها بأنها هي ستكون أماً للمخلص المنتظر. قال لها الملاك: " تسميه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم " (متى 21:1).

إن اسم " يسوع " يعني "مخلِّص". والمخلص هو الشخص الذي ينقذك ويخلصك من شيء ما، ويسوع هو المخلِّص الذي يخلصنا من خطايانا.

وُلد الرب يسوع في بيت لحم ، وكانت له أم مثل أي طفل آخر، ولكن الرب يسوع لم يكن له أب بشري، مثلما لنا أنا وأنت . وبمعجزة بدون أن يلمسها رجل ، جعل الله الفتاة الطاهرة مريم تلد ابنه الوحيد ، يسوع.

وكطفل كان يسوع مطيعاً لأبويه . يقول الكتاب المقدس: " وكان يسوع ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند الله والناس " (لوقا 52:2) .

وعندما صار يسوع رجلاً بدأ يبشر ويعلم . وذات يوم رأى يوحنا المعمدان يسوع فقال: ".. ها هو حَمَـل الله الذي يرفع خطيئة العالم " (يوحنا 29:1) .

لقد دعا يوحنا يسوع " حَمَـل الله " ، لأن يسوع كان سيموت عن خطايا العالم. إن يسوع هو الشخص الوحيد الذي كان يمكنه أن يموت عن خطايانا لأنه كان طاهراً وقدوساً ولم يخطئ أبداً.

وقد عمل يسوع معجزات وأعمال قوات كثيرة ، فيقول الكتاب المقـــدس أن  الله مســح " يسوع الناصري بالروح القدس والقدرة " ، وأنه " سار في كل مكان يعمل الخير ويشفي جميع الذين استولى عليهم إبليس.." (أعمال 38:10) .

في ذات مرة ، كان يسوع مع تلاميذه في قارب ونام يسوع في القارب وبينما كان نائماً هبت عاصفة عظيمة ، وعَلَت الأمواج جداً حتى أن التلاميذ ظنوا أن القارب سوف يغرق. فأيقظوا يسوع قائلين: " ياسيد نجنا ، إننا نهلك ".

فتكلم يسوع إلى الريح وإلى الأمواج قائلاً: " اهدأ، ابكم "، فهدأت الريح والأمواج، ودُهش التلاميذ وقالوا: " من هو هذا فإنه حتى الرياح والبحر تخضع له!"

كان ليسوع سلطاناً على الشيطان وعلى الأرواح الشريرة، فكان يجعل الأرواح الشريرة تخرج من الناس ، وكان يشفي المرضى ويجعل العميان يبصرون ،  والصّم يسمعون، والعرج يمشون.

بل أن الرب يسوع أقام الناس من الأموات. ففي أحد الأيام عَبَر موكب جنائزي أمام يسوع ، وكان الناس جميعاً يبكون ، فابن الأرملة الوحيد قد مات ، وكانوا في طريقهم لدفنه. فهذه الأم المسكينة كانت بلا زوج والآن ها هو ابنها الوحيد قد مات.

تحدث يسوع إلى المرأة وقال لها: " لا تبكي " ، ثم قال لابنها الذي كان ميتاً " أيها الشاب، أقول لك قم ". فقام الشاب وجلس وبدأ يتكلم. فسبّح الناس الله قائلين: " إن الله قد افتقد شعبه ".

لماذا جاء يسوع؟

لم يأتِ الرب يسوع إلى هذا العالم ، لمجرد أن يشفي المرضى أو يعمل معجزات وأعمال قوات أخرى. لقد جاء لكي يخلصنا ، لقد جاء لكي يموت على الصليب من أجل خطايانا.

ونأتي الآن إلى أكثر الأحداث المحزنة والرائعة في نفس الوقت التي حدثت في هذا العالم عندما تألم يسوع ومات لأجل خطايانا.

فقد أهاج الشيطان رجالاً أشراراً تآمروا ضد يسوع لكي يهلكوه ، فأوثقوا يسوع بحبال قوية وأخذوه إلى بيلاطس الوالي الروماني ، واختلقوا أكاذيب على يسوع واتهموه بكثير من الأمور الباطلة.

وأخبر بيلاطس جنوده بأن يخرجوا يسوع خارجاً ويضربوه فأخذوا رداءه وضربوه بالسياط ، وتبادل الأشرار الأدوار في صفعه على وجهه . بل أن بعضهم بصق في وجهه وهم يسخرون منه.

ثم صنعوا ليسوع تاجاً، ليس من الذهب بل تاجاً من الشوك ، ثم أخذوا يسوع إلى مكان يدعى الجلجثة وصلبوه هناك.

سمّروا يديه ورجليه على الصليب .و صُلب معه لصّان واحد عن اليمين والآخر عن اليسار ، وقد حُكم على هذين الرجلين بالموت لأنهما ارتكبا كثيراً من الجرائم ، لكن يسوع لم يفعل مطلقاً أي شيء خاطئ ، كان مصلوباً لأجل خطايانا نحن.

بينما كان يسوع معلقاً على الصليب ، كان يستطيع أن يرى الناس الذين ضربوه والذين بصقوا على وجهه . وكان يستطيع أن يرى الذين سمّروه على الصليب. لكنه أحبهم بالرغم من كل الذي صنعوه به ، وصلى لأجلهم. قال يسوع : " يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون ". صلى يسوع لأجل أعدائه، فقد أراد لهم أن يخلصوا.

أحد اللصين اللذين كانا مصلوبين معه آمن به؛ آمن بالرب يسوع مخلصاً شخصياً له. وعندما مات هذا الرجل ذهب ليكون مع الرب يسوع في السماء. أما الرجل الآخر فلم يؤمن بيسوع، فلم يذهب للسماء ، بل إلى جهنم وهلك إلى الأبد.

نأتي الآن إلى سؤال بالغ الأهمية : لماذا مات يسوع على الصليب ؟

يقول الكتاب المقدس إن الله أخذ كل خطايانا ووضعها على الرب يسوع - كل كذبنا وعصياننا وكلامنا الردىء وحِدة طبعنا وأنانيتنا - كل خطايانا قد وُضعت على يسوع. ولهذا السبب مات . يقول الكتاب المقدس : "... فألقى عليه (على يسوع) الرب إثمنا جميعاً " (إشعياء 6:53) .

ما هو أهم شئ تعلمناه في هذا الدرس ؟ أهم شىء تعلمناه هو أن يسوع المسيح قد مات لأجل خطايانا . لقد مات لأجل خطاياي أنا ، ولأجل خطاياك أنت.

هل تعلم لماذا قدم الرب يسوع حياته على الصليب لأجلك ؟ لقد قدّم حياته لأجلك لأنه أحبك. قال الرسول بولس: "... ابن الله الذي أحبني وضحى بنفسه من أجلي" (غلاطية 20:2) .

ويمكنك أنت أن تقول هذا أيضاً ، قل ذلك لنفسك الآن : " يسوع المسيح أحبني وضحى بنفسه من أجلي " .

إن الرب يسوع لم يمت من أجل خطايانا وحسب ، ولكنه قام أيضاً من الأموات في اليوم الثالث . إنه مخلِّصنا الحي ! عندما تؤمن بالرب يسوع وتثق فيه وتتخذه مخلصاً شخصياً لك ، فإن الله يغفر لك جميع خطاياك ، ويجعلك ابناً له، وهكذا تخلص إلى الأبد. يقول الكتاب المقدس: " آمن بالرب يسوع المسيح تخلص " (أعمال 31:16) .