الصفحة الرئيسية  | رسالة حب الآب اليك  |   الله و انت   |  تغيرت حياتهم  |  من هو يسوع ؟  |  كلمات شافية  |   فلم حياة السيد المسيح | اتصل بنا  

 

المسيح كحافظ للكون

الفصل السادس

نواصل في هذا الفصل حديثنا عن دور المسيح كحافظ للكون.

 

دقة الخليقة 

ليس الكون ذاتي الحركة.  فهو ليس قادراً على تسيير نفسه بنفسه أو حتى على حفظها.  وهو لا يعقل مقاصد وغايات ومواقيت وضعت له.  لا تختار النجوم والكواكب مساراتها وأماكنها.  لكن حين ننظر إلى القمر مثلاً، ندرك أن لوجوده غرضاً في حياتنا.  فهو يتحكم في حركة المد والجزر. وهو يتكرم علينا بشيء من نور الشمس المنعكس حين تحجب الشمس وجهها عنا.  والأرض موجودة على المسافة الوحيدة المناسبة من الشمس.  فلو كانت أقرب قليلاً إلى الشمس لاحترقت بما عليها.  ولو كانت أبعد قليلاً عن الشمس، لبردت وما عادت تصلح للحياة.  والأرض مائلة على درجة ثلاث وعشرين، مما يوفر لنا الفصول الأربعة.  ولو لم تكن مائلةً، لتحركت الأبخرة من المحيطات شمالاً وجنوباً مشكلةً كتلاً هائلةً جداً من الجليد.  ولو كان الغلاف الجوي لأرضنا أقل كثافةً، لسمح للشهب والنيازك بأن تخترقه وتقصفنا.

 

يرون التصميم ولا يرون المصمم!

فكيف يبقى الكون  على مثل هذا  التوازن الدقيق؟  يملك بعضهم ما يكفي من الذكاء لإدراك وجود التصميم الرائع في الكون.  لكن ربما لا يسعفهم ذكاؤهم في إدراك وجود المصمم الرائع وراءه.  فليس هذا العالم مستقلاً.  بل هو معتمد في وجوده وممارسته وظائفه على خالقه.  فعمل هذا الخالق وإرادته هما اللذان يشرفان على هذا الوجود ويحفظانه ويتحكمان في حركاته وتطوره.  وهو لهذا عالم نظام لا عالم فوضى.

 

قدرته تحفظ الكون

يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين بوحي الله عن المسيح:  إنه "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته." عبرانيين 1: 3.  لنلاحظ أن اسم الفاعل هنا يدل أن فعل الحمل هو مضارع مستمر.  فالمسيح يحفظ كل الأشياء باستمرار.  ويتضمن تعبير "كل الأشياء" الكون المخلوق بكليته.  فلا يوجد أي شيء أو كائن مخلوق لا يعتمد في وجوده واستمراره على هذا المسيح.  فالمسيح يبسط سلطته على كل شيء وفي كل مكان، منوراً أموراً منظورةً وغير منظورة.. يمسك بكل شيء ويربط كل شيء معاً بشكل فردي وجماعي في نفسه.  إذ "فيه يقوم الكل"كولوسي 1 : 17 كما تقول كلمة الله.  إنه يضبط كل شيء.  ما من شيء أو كائن يبعد عن تأثير وجوده.  هو معطي الحياة وحافظها ومنظمها حسب مشيئته.  وهو قادر على فعل هذا لأنه "قبل كل شيء"المرجع السابق.  كما تقول  كلمة الله.  ولا تفيد الصياغة اللغوية هنا أنه "كان قبل كل شيء" فحسب، بل أنه كائن قبل كل شيء.  والإشارة هنا هي إلى أزليته التي تجعله العلة الأولى أو السبب الأول للكون.  ومن البدهي أنه لا يقدر على حفظ الكون إل خالقه الذي يعرف طبيعته وخصائصه وإمكاناته الكامنة.  وهو قادر على توجيهه إلى حيث يشاء ويرضى.

 

يسير بالخليقة إلى اتجاه وقصد معينين 

حين يقول إن المسيح هو "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته"، فإنه لا يصور المسيح في حالة الوقوف أو الثبات.  بل يصوره في حالة حركة دائمة يحمل بها الكون في اتجاه معين وإلى قصد نهائي.  إنه عالمه، وهو يعرف إلى أين يريده أن يصل.  وكل شيء يجد مكانه المقصود له ويأخذ معناه في صلته بالمسيح.  وهذا هو ما تعنيه كلمة الله حين تقول "ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض." أفسس 1: 10  فلا يمكن لشيء أن يجد نفسه أو اكتفاءه في هذا الكون الشاسع إل في المسيح.  فهو الحياة ومعناها ومضمونها وقوتها وحدودها وقصدها.إنه شبه بكلمة حروفها مخبأة أو متناثرة هنا وهناك؛ فإذا استطعت العثور على تلك الحروف لتركبها تركيباً صحيحاً, اكتشفت معنى الحياة.

 

خلق الكون وحفظه بكلمة الله القديرة 

لنلاحظ هنا الكيفية التي يقوم بها المسيح بهذا كله.  يقول "بكلمة قدرته"، أو بكلمته القديرة.  إنه يأمر فيكون، يقول فيصير.  ويذكرنا هذا برواية الخليقة في سفر التكوين".  قال الله: "ليكن نور."  فكان نور." تكوين 1: 3  وبنفس الطريقة خلق الله الجلد والمياه والأنوار والزحافات والطيور والبهائم والدبابات وحيوانات البرية.  تم كل هذا بكلمة الله وأمره.  وهكذا بالكلمة يتم الخلق.  وبالكلمة أيضاً يتم حفظ الخلق وتسييره.  إن كلمة المسيح مشحونة بالقوة والحيوية والإبداع والعمل.  إنها تفعل فعلها ولا تخيب أبداً.  إذ يقف وراء هذه الكلمة القديرة  إله قدير.  لا يوجد ما يمنع كلمته من الوصول إلى غاياتها.  ليست المسافات الشاسعة عقبةً أمامها، ولا ضيق الوقت مقللاً من فاعليتها.  فصاحب الكلمة المنطوقة هو سيد الكون القوي.  بكلمة منه أقام لعازر الميت من الموت.  قال له: "لعازر، هلم خارجاً!" يوحنا 11 : 43 فخرج من قبره إلى حياة جديدة.  وتحنن المسيح على أرملة مات وحيدها.  فاقترب من نعشه وقال له، "أيها الشاب، لك أقول: قم." لوقا 7: 11-17  فعادت إليه روحه.  وفهم قائد المئة الروماني السلطة المتضمنة في كلمة يسوع وأمره.  وعرف أنه ليس ضرورياً أن يأتي يسوع شخصياً إلى بيته لكي يشفي خادمه.  فقال ليسوع: "يا سيد، لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي.  لكن قل كلمةً فقط فيبر غلامي."متى 8: 8  فكان له ما أراد حسب إيمانه العظيم.  إذ شفي خادمه في تلك اللحظة.  إن كلمة المسيح مسنودة بكل قوة الله.  فالكلمة نابعة من قوة، وهذه القوة تبرر الكلمة وتبين مصداقيتها.  ولقد شهدت الجموع التي راقبت يسوع وهو يطرد روحاً نجساً من رجل على السلطة المرافقة لكلمته.  ولهذا سموا كلامه تعليماً جديداً.  يقول الوحي الإلهي في الإنجيل حسب مرقس: "فتحيروا كلهم، حتى سأل بعضهم بعضاً قائلين: ما هذا؟  ما هو هذا التعليم الجديد؟  لأنه بسلطان يأمر حتى على الأرواح النجسة فتطيعه!"مرقس 1: 27-28 إذاً تعليم يسوع قوة وتحرير وحياة, على خلاف كل تعليم آخر.

 

يقوت مادياً وروحياً 

لقد سبق أن حافظ المسيح بصفته ملاك يهوه في العهد القديم على بني إسرائيل عندما كانوا شعب الله.  تخبرنا كلمة الله أن المسيح نفسه كان يقوتهم أيام إيمانهم.  تقول كلمة الله، "وجميعهم أكلوا طعاماً روحياً واحداً، وجميعهم شربوا شراباً روحياً واحداً، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح."ا كورنثوس 10 : 3-4  ويسقي المسيح اليوم المؤمنين به من الروح القدس، ذلك الماء الذي إن شربه أحد فلن يعطش أبداً.  وهو يشكل أيضاً طعامهم الروحي.  فهو كما وصف نفسه" الخبز الذي نزل من السماء"يوحنا 6 :41 إنه "خبز الحياة"يوحنا 6 :: 35 الذي يشبع كل من يتوق إلى قوة الله وحضوره في حياته. وهو يعطي الحياة الأبدية.

 

الخالق يحفظ مؤمنيه 

حمى الرب الذين كانوا شعبه في القديم.  تقول كلمة الله: "وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم."خروج 13 : 21  وقد حفظ ذاك الذي سماه نبوخذ نصر "شبيهاً بابن الآلهة"دانيال 3: 25 الفتية الثلاثة الذين ألقى بهم في النار, فأبطل عملها.

 

يستطيع أن يحفظك 

لكن هل يمكننا الثقة بحافظ الكون هذا؟  هل يهتم بمن ينتمون بالإيمان إليه، وهل هو قادر على حفظهم؟  إن ما يقوله الوحي الإلهي في هذا الشأن مطمئن جداً.  يقول السيد المسيح عن نفسه:  "أنا هو الراعي الصالح.  والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف."يوحنا 10: 11  لا يوجد راع صالح آخر غيره.  هو وحده يحب خرافه ويحفظها.  أما الرعاة الآخرون، فلو نزعنا الثياب التي يتخفون تحتها، لرأينا الأنياب التي يخفونها.  إنهم ذئاب يتربصون بالخراف التي يفترض أنهم يهتمون بها.  أما المسيح فهو الراعي الذي يفتدي الخراف بحياته لئلا تموت.  يقول يسوع: "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني.  وأنا أعطيها حياةً أبدية.  ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي" يوحنا  10 : 27-28.  وهكذا يتمتع يسوع بكل أوراق الاعتماد التي تشجعنا على قبوله راعياً أوحد لنا.  فهو يحبنا، مثبتاً ذلك بموته من أجلنا.وهو يعرفنا بأسمائنا ويعطينا حياةً أبدية.  ونحن محفوظون في يده؛فلا تستطيع الشياطين بكل رتبها أن تخطفنا من يده القوية.  ولهذا يقول بولس رسول المسيح بكل ثقة الإيمان بوحي الله: "فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرةً ولا مستقبلةً، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة خرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا."رومية 8 38-39

قال  في صلاته إلى أبيه السماوي يوحنا 17: 12 إنه حفظ الأشخاص الذين أعطاه الآب إياهم:" الذين أعطبتني حفظتهم." لنستودع المسيح نفوسنا, وسيكون عند حسن الظن وأكثر!

 

 أسئلة الفصل السادس

اذكر آيتين تبينان أن المسيح يحفظ الكون؟

كيف كان المسيح يقوت بني إسرائيل قديماً حسب 1 كورنثوس 10: 3-4؟

ماذا يفعل يسوع لخرافه حسب يوحنا 10: 27-28؟

 


www.agape-jordan.com - 2005